Abstract:
تعد المباني التاريخية مرآة للهوية المجتمعية، والتي تشکل بدورها الجزء الأهم من الموروث الثقافي الفلسطيني الذي تناقلته الاجيال على مدى قرون. ان السعي للحفاظ على هذه الهوية وضمان استمراريتها عبر الاجيال کما هي لهو أمر أساسي، فقد تعرضت هذه المباني لعدد من التدخلات بهدف تطويع تلک المباني لتصبح ملبية للاحتياجات المعاصرة، سواء من حيث المساحة وعدد الفراغات أو من حيث التجهيزات وتوابعها، وهذا بدوره عند تنفيذه بطريقة عشوائية دون ايلاء اهمية لقيمة المبنى التاريخي ومحيطه العام فسينتهي بنا الحال بخسارة هذا الموروث الثقافي. ومن هنا فإن هذه الورقة جاءت لتسلط الضوء على مشکلة تعاني منها معظم البلدات القديمة في فلسطين، وفي ظل غياب الوعي ، فقد تم تدريجياً فقدان الشعور بالانسجام والتواصل مع الزخم التاريخي والثقافي في بيئة البلدات القديمة . لعل أکثر البلدات القديمة تعرضاً لمشکلة الاضافات الحديثة والتشوهات البصرية هي البلدة القديمة لمدينة الخليل التي شهدت - کمدينة بشکل عام- وکبلدة قديمة فيها بشکل خاص نقلة عمرانية وتوسعاً کبيراً عبر العقدين الماضيين فاق قدرات النمو الطبيعي العادي للمدن و السبب کون هذه المدينة تشکل مرکزا اقتصادياً و سياسياً رئيسياً في الوقت الراهن، لذلک تم اختيار البلدة القديمة في مدينة الخليل لتشکل حالة دراسية لهذه الورقة وانها تحوي العديد من المباني التاريخية بانماط متنوعة ومميزة، حيث تم في بداية هذه الورقة التعريف بمدينة الخليل بشکل عام وبلدتها القديمة بشکل خاص من حيث التطور التاريخي والعمراني لها، وقد تم استعراض المشاکل الرئيسية التي تعانيها ومن ابرزها مشکلة الاضافات الحديثة عليها والتشوهات البصرية الخارجية فيها، وقد تم بيان اسباب الاضافات الحديثة فيها وتصنيفها تبعا للموقع واسلوب التصميم مقارنة مع المباني التاريخية.
