اعادة استخدام حجارة المباني القديمه المدمرة في الترميم والإحياء

Abstract

تحضن مدينة الخليل بين ثتاياها ارثا معماريا حضاريا مميزا يتمثل في المركز التاريخي للمدينة "البلدة القديمة" ومساحتها 1.2 كم³، حيث تعتبر البلدة القديمة في مدينة الخليل من أقدم المدن في العالم كما تُعتبر ذات أهميّة دينيّة للديانات الابراهيمية الثلاث، حيث يتوسط المدينة المسجد الإبراهيمي الذي يحوي مقامات للأنبياء إبراهيم، وإسحق، ويعقوب، وزوجاتهم، والبلدة القديمة عبارة عن عدد من الأزقة والبيوت والأبنية التاريخيّة والدكاكين والأسواق القديمة التي اشتهرت بالمهن اليدوية كصناعة الغزل والزجاج والصابون ودباغة الجلود مما أهلها لتصبح اليوم على لائحة اليونسكو بفرادتها المعمارية. فايمانا برسالة الزملاء خاصة المعماريين في مدينة الخليل، واستكمالا لما اجروه من دراسات ومقترحات تتعلق بالترميم والحفاظ على الموروث الثقافي والحضري في المدينة، وايمانا بالحجر الطبيعي وما يتمتع به من خواص ميكانيكية وفيزيائية وكيميائية، مما ميزه كمادة بناء مستدامة عن العديد من مواد البناء الأخرى، فقد توجهت من خلال الدراسة لفحص الاحجار من حوش النتشة المهجور والمهدم والذي لم يتم ترميمه حديثا، لفحص خواص أحجار المبنى وتبيان مدى قابليتها لاعادة الاستخدام والاستفادة من المبنى أو من حجارته في أعمال الترميم. حيث خلصت الدراسة إلى التأكيد على مدى استدامة حجر البناء في منطقة الخليل عامة، وقياس الخواص الفيزيائية في الجانب الانشائي لحوش النتشة في مباني البلدة القديمة من مدينة الخليل خاصة. وقد اتبعت الدراسة المنهج التجربي والتحليلي لقياس قوى التحمل للضغط وامتصاص الماء والكثافة لحجارة البناء لمبنى حوش النتشة، عن طريق اختيار عينات شاملة للعناصر الانشائية في المبنى، وعمل التجارب المخبرية المختلفة لقياس الخصائص، ومن ثم تحليل القراءات واستخلاص النتائج وتحديد مواصفات حجر البناء. ومن أهم النتائج التي توصل اليها البحث التأكيد على أن الحجر الطبيعي مادة بناء مستدامة بامتياز، حيث اثبتت النتائج انه وبعد مرور مئات السنين على الحجر القائم في مبنى حوش النتشة أعطى قوة تحمل تصل الى 950 kg/cm² ، وهي مواصفات عالية جدا تؤهله لتحمل الضغط لمئات السنين القادمة ايضا، كما يمكن الاستفادة من قطع الحجارة المتساقطة في تدعيم وترميم المباني المجاورة في البلدة القديمة ذات نفس النمط المعماري.